بكاء الرجال

عندما يبكي الرجال

العاطفة غريزة طبيعية أودعها الله تعالى في الإنسان إلا أن نسبة هذه العاطفة تختلف حينما تتجسد الإنسانية في المرأة أو الرجل وقد جعل الله تعالى طبيعة المرأة أكثر عاطفية بطريقة تضفي على انوثتها جمالاومال بالرجل إلى ترجيح العقل على العاطفة وهذا لا يعني عدم عقلانية المرأة أو عدم عاطفية الرجل بل تركيبةكل منهما ودورهما الوظيفي يتطلبان توزيعا معينا بحيث يكمل كل منهما الآخر.
وحينما نشاهد مشهدا تذرف فيه المرأة الدموع يتألم القلب
ولكن.. حينما يكون بطل هذا المشهد الرجل فهنا نتوقف قليلاً لنفكر: هل يلجأ الرجل كما المرأة إلى سلاح البكاء ليعبر عن ألمه ؟!
أم أن البكاء عند أكثر الرجال يعكس العجز الذي وصلوا إليه بحيث لم يجدوا سلاحاً للتعبير أو التغيير سوى البكاء بعد أن سلبت منهم كل المقومات والأسلحة؟ََ!
في حرب الصهاينة على غزة لم نملك إلا أن نعبر عن عمق ألمنا على زمن بات لا يملك فيه المستضعفون في غزة خصوصا بعض الرجال إلا البكاء سلاحا وحيدا ليعبروا به عن عمق العجز والالم امام ما يحدث من مآس هناك وعلى مرأى ومسمع العالم بأسره ؟!.
ولكن ... هل بكى أولئك الرجال لنرسل إليهم قليلا ًمن الطعام أو المعونات؟!
ام بكوا لكي نقف امام شاشات التلفاز نغضب برهة من الزمن ثم بعد ذلك نعود إلى حياتنا الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن؟!
أم بكوا حتى نكتفي بقليل من الدعم وقليل من المواقف التي تعتبر أقل ما يمكن أن نقوم به في هذه الظروف اللئيمة على جسد الامتين العربية والإسلامية؟!
لا...!! لقد بكوا لان مؤسسات المجتمع الدولي ساوت بينهم وبين الجلاد !!
بكوا لان الجار باعهم برخيص الثمن ومنع عنهم ابسط حقوقهم الإنسانية؟!
بكوا لان بعض الأنظمة التي تلبست بلباس الإسلام كانت الخنجر الذي طعنهم به الصهاينة في خاصرتهم !!
بكوا لان آمالهم وآلامهم وفلذات أكبادهم تم تحطيمهما تحت حذاء الصهاينة امام مرأى ومسمع كل القيادات من دون أن يهز هذا شعرة في كيانات بعضهما؟!
بكوا لانهم رأوا منظمات حقوق الإنسان عاجزة وغير قادرة عن أخذ حقهم من الظالمين !!
بكوا لانهم قلة تكالبت عليها الذئاب لتنهشها !!.
بكوا حينما رأوا دمائهم تسيل كالشلالات واخوتهم العرب يختلفون على عقد قمة فدمائهم رخيصة لا تستدعي ذلك !!
بكوا حينما رأوا انهم محاصرون من كل جانب واصبح الموت خيارهم الوحيد فلا خيار امامهم سواه ؟!
بكوا حينما سمعوا الكثير من نخب الامة لا تملك الا الصراخ وكسر اجنحة المقاومة تحت ذرائع واهية لا لشيء الا لانهم باعوا ضمائرهم بثمن بخس لتصبح كلماتهم واقلامهم الرصاص الذي يذبحهم به الصهاينة ؟!!
بكوا حينما أصدر وعاظ السلاطين الفتاوى التي تحرم التظاهرات والاعتصامات واعتبرتها غوغائية تلهي عن ذكر الله ونسي هؤلاء ان الموقف سلاح بل هو عين ذكر الله تعالى في هكذا ظروف ؟!
فبكاء الرجال غير بكاء المسترجلين فالاول يبكي معبرا عن عمق المه بعد ان سحبت منه كل الاسلحة وبقي البكاء سلاحا وحيدا يعبر به عن رفضه الاستسلام !!
والثاني يبكي لان سلاحه هو البكاء لاستسلامه رغم توافر كل الاسلحة والامكانات في يده !!
ولرجال ونساء غزة الصابرين اقول : نقبل نبل اقدام بها يتشرف الشرف ..بعزة ارضنا انغرست فلا تكبو ولا ترتجف ..
ولبعض الانظمة اقول : ان تكون فردا في جماعة الاسود خير من ان تكون قائدا للنعام !!