ؤمن اليهود بسياسة الأرض المحروقة في حروبهم فيقعون في كل مايواجههم من حرث أو نسل تدميرا وتخريباً ويستعملون لذلك جميع أنواع الأسلحة دون ضابط ويوجهونها للصغير والكبير والرجل والمرأة والإنسان والحيوان والمنزل والمزرعة ، ولا يترددون للوصول إلى أهدافهم في نشر القتل والجرح والهدم والجرف والحرق والنهب والرجم والصلب وهذا كله مُسطر في كتابهم " التوراة" ومنها أخذ الأحفاد من الأجداد .
واليك بعض النصوص المؤيدة لذلك :
ماتنقله التوراة من فظائع عند دخول بني إسرائيل أريحا بقيادة يشوع بن نون (24) جاء في سفر يشوع :
" وكان حين سمع الشعب صوت البوق أن الشعب هتف هتافا عظيما فسقط السور في مكانه وصعد الشعب إلى المدينة كل رجل مع وجهه واخذوا المدينة وحرّموا كل مافي المدينة ( أي قتلوهم) من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف ..
وقال يشوع للرجلين اللذين تجسسا الأرض ادخلا بيت المرأة الزانية وأخرِجا من هناك المرأة وكل مالها كما حلفتما لها فدخل الغلامان الجاسوسان وأخرَجا راحاب وأمها وأباها واخوتها وكل ما لها وأخرجا كل عشائرها وتركاهم خارج محلة إسرائيل واحرقوا المدينة بالنار مع كل مابها..
إنما الفضة والذهب وأنيه النحاس والحديد جعلوها في خزانة الرب ، واستحيى يشوع راحاب الزانية وبيت ابيها وكل مالها وسكنت في وسط إسرائيل إلى هذا اليوم لأنها خبّأت المرسَلَين اللذين أرسلهما يشوع لكي يتجسسا أريحا ، وحلف يشوع في ذلك الوقت قائلا ملعون قدام الرب الرجل الذي يقوم ويبني هذه المدينة أريحا ببكره يؤسسها وبصغيره ينصب أبوابها وكان الرب مع يشوع وكان خبره في جميع الأرض" (25) .
وبعد أريحا غزى يوشع مدينه عاي وفعل بها على ذمة التوراة ، مافعل بأريحا من القتل لجميع سكان عاي صغيرهم وكبيرهم ثم النهب والسلب والحرق لكل ما في المدينة وإليك نص التوراة : " وضربوهم حتى لم يبق منهم شارد ولامنفلت ، وأما ملك عاي فامسكوه حياً وتقدموا به الى يشوع وكان لما انتهى إسرائيل من قتل جميع سكان عاي في الحقل في البرية حيث لحقوهم وسقطوا جميعا بحد السيف حتى فنوا أن جميع إسرائيل رجع الى عاي وضربوها بحد السيف فكان جميع الذين سقطوا في ذلك اليوم من رجال ونساء اثنى عشر الفا جميع أهل عاي ..
لكن البهائم وغنيمة تلك المدينة نهبها اسرائيل لأنفسهم حسب قول الرب الذي أمر به يشوع وأحرق يشوع عاي وجعلها تلاً أبديا خراباً إلى هذا اليوم وملك عاي علقه على الخشبة الى وقت المساء وعند غروب الشمس أمر يشوع فانزلوا جثته عن الخشبه وطرحوها عند مدخل باب المدينة وأقاموا عليها رجمـة حجـارة عظيمة الى هذا اليوم "(26) . ياالهي إنه مشهد مروّع يجمع بين القتل الذي لايفرق بين مذنب وبريء والنهب والحرق والصلب والرجم .
ومشهد ثالث للدماء تسيل أنهار من كل إنسان وللنار تشتعل في كل مكان ، بأمر من موسى وبتنفيذ من يشوع في مدينة تدعى حاصور ولا أطيل عليك فألق سمعك :" ثم رجع يشوع في ذلك الوقت وأخذ حاصور وضرب ملكها بالسيف لان حاصور كانت قبلا رأس جميع تلك الممالك وضربوا كل نفس بها بحد السيف حرّموهم ولم تبق نسمة وأحرق حاصور بالنار فأخذ يشوع كل مدن أولئك الملوك وجميع ملوكها وضربهم بالسيف حرّمهم كما
أمر موسى عبد الرب " .
وليست هذه الجرائم مقصوره على مدن معينه بل هو منهج إجرامي ومسلك دموي وتدمير شامل لسائر الأرض وكل هذا باسم الرب إله اسرائيل الذي حارب عن بني اسرائيل وإليك الدليل :" فضرب يشوع كل أرض الجبل والجنوب والسهل والسفوح وكل ملوكها لم يبق شارداً بل حرّم كل نسمة كما أمر الرب إله إسرائيل فضربهم يشوع من قادش برنيع الى غزة ومن جميع أرض جوشن الى جبعون وأخذ يشوع جميع أولئك الملوك وأرضهم دفعة واحدة لأن الرب اله إسرائيل حارب عن إسرائيل " (26) .
وأخيرا فان التوراة فرقت بين المدن البعيدة عن بني إسرائيل ويمكن أن تكون في الوقت الحاضر الدول العربية ، وبين المدن القريبة والتي يمكن أن تفسر بالأرض الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني فنصيب الأولى قتل الرجال وسبي النساء والأطفال والبهائم ونصيب الثانية قتل الجميع دون استثناء ولا تمييز بين رجل وامراة وشيخ وصغير جاء في سفر التثنية :
" وإذا دفعها الرب إلهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل مافي المدينة غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست في مدن هؤلاء الأمم هنا ، أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منهم نسمة بل تُحرِّمها تحريما الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزِّيين والحوِّيين واليبوسيين كما أمرك الرب إلهك لكي لايعلموكم أن تعملوا حسب أرجاسهم التي عملوا لآلهتهم فتخطئوا الى الرب الهكم (27)
أنه البطش والإرهاب والسيوف المشرعة للقتل والنهب والسلب كله باسم الله وبمباركةٍ منه وبأمره حسب زعمهم .