عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، فالمعصوم من عصم الله تعالى )
البخاري (ح 7198)
الشرح
البطانة: الدُّخلاء -بضم ثم فتح- جمع دخيل، وهو الذي يدخل على الرئيس في مكان خلوته، ويفضي الرئيس إليه بسره، ويصدقه فيما يخبره به مما يخفى عليه من أمر رعيته، ويعمل بمقتضاه.
يفيد الحديث ما يلي:
1. إثبات الأمور كلها لله تعالى، فهو الذي يعصم من شاء من عباده بفضله وكرمه.
2. أن للولاة مع بطانتهم ثلاثة أحوال:
من يقبل من بطانته الخير دون الشر دائما، وهذا اللائق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه معصوم.
من يقبل من بطانته الشر دون الخير، وهذا قد يوجد ولا سيما ممن يكون كافرا.
من يقبل من هؤلاء تارة ومن هؤلاء تارة.
وفي الحديث تنبيه لمن ولي أمرا من أمور المسلمين أن يختار الوزير الصالح، كما في حديث عائشة أم المؤمنين مرفوعا: من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزير صالحا إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه
انظر: فتح الباري (13 / 189-191)