اعتدنا أن نرى انجذابا كبيرا من شبابنا نحو ذلك المصطلح - " الشخصية المؤثرة " – فما يلبث أحدهم يجد مقالا أو كتابا أو محاضرة بهذا المسمى حتى يسعى إليها ويحاول قراءتها والاستمتاع بها متمنيا لنفسه أن يوصف بهذا الوصف ولشخصيته أن تصير تلك الشخصية المؤثرة التي يقرأ عنها ..
وللأسف الشديد فكثير ممن يقرؤون عن الشخصية المؤثرة تستهويهم القراءة وينسون تطبيق ما قرؤوه أو أن المكتوب أصلا يكون حديثا من نوع أحاديث الترفيه التي كثيرا ما قلد كاتبوها الكتاب الغربيين في طريقة كتاباتهم الإدارية حول المدير المؤثر والرئيس المؤثر وغيرها من الكتب التجارية كثيرة البيع ضعيفة الأثر !
وكنت قد كتبت قبل فترة في هذا المكان تحديدا حول الشخصية الدعوية المؤثرة كشكل من أشكال التحليل البنائي في أسباب كون شخصية ما تستطيع أن تؤثر في الآخرين ..
ولكننا اليوم نريد معا أن نسلك سبيلا أكثر عملية وتطبيقية للوصول إلى الشخصية المؤثرة عبر عدة خطوات وصفتها بالجريئة حيث إنها تحتاج تصميما ودافعية بنية صالحة ..
* * هل نعاني من نقص في الشخصية ؟
قد تعتري المرء بعض المشاعر في بعض المواقف يستشعر فيها من نفسه بنقص في شخصيته , إذا وجد نفسه مهمشا في موقف هام أو وجد نفسه غير ذي حظ حيث يفوز المؤثرون وأقوياء الشخصية ..
وقد أصبح وصف الشخصية بالنقص تعبيرا شائعا في كثير من أوساط الشباب وهم – في غالب الأحيان – لا يدركون كنهه الحقيقي ..
فإن الشعور بذلك النقص قد يكون وهما داخليا ارتبط بالإنسان منذ صغره وطفولته , وقد يكون ناتجا من عدم معرفة الإنسان بقدراته وطاقاته التي يتميز بها ..ولازلت أذكر ذلك الموقف في الصغر بينما كان من زملائنا التلاميذ من كنا نعتبره منطويا ضعيفا لا يتمتع بشخصية مؤثرة وبينا نحن في طريق لنلعب بعض الألعاب إذ اعترض طريقنا بعض الذين يكبروننا سنا وإذا بأخينا المنطوي هذا يصير هو فارس الميدان ويتحمل وحده مسئولية الدفاع عن فريقنا جميعا وإذا بالكبار يخافونه ويفسحون لنا السبيل ..ومنذ ذلك الحين وهو له في فريقنا أكبر المقام !!
وبغير إسهاب نستطيع أن نقول أن كل موقف سلبي يمر بالإنسان من صغره ولم يستطع أن يؤثر فيه كما يرتضي يعتبر مكونا صغيرا من مكونات هذا الشعور السيئ بضعف الشخصية والعكس صحيح فكل موقف إيجابي يمر بالمرء ويوفقه الله في أن يكون مؤثرا فيه ويرضى عن سلوكه فيه يكون عنصرا مهما من مكونات قوة شخصيته ..
منقول ويتبع فى المنتدى